منتدى شباب كفر الشيخ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب كفر الشيخ منتدى شامل لكل جوانب المعرفة وكل أنواع الهوايات النافعة وبما لا يتعارض مع الشرع الإسلامى الحنيف


2 مشترك

    رائعة أمل دنقل لا تصالح

    Administrator
    Administrator


    ذكر عدد الرسائل : 231
    العمر : 40
    البلد : K.F.S
    الوظيفة : رئيس جمهورية نفسى
    تاريخ التسجيل : 18/12/2007

    رائعة أمل دنقل لا تصالح Empty رائعة أمل دنقل لا تصالح

    مُساهمة من طرف Administrator الإثنين 7 يناير 2008 - 17:03

    لاتصالح‏'‏ أشهر قصيدة في القرن العشرين علي النطاق العربي مع أنها لم تكتمل في مشروعها الشعري الذي كان يتضمن أكثر من سبع حركات شعرية لم يتم منها سوي اثنتين فحسب طبقا لتصريحات الشاعر‏.‏ كما أنها اعتمدت من ناحية المبدأ علي فكرة موغلة في المحلية وهي فكرة‏'‏ الثأر الصعيدي‏'‏ لكنها أطلقت حرية الرأي المصيري ماردا عملاقا يتهدد السلطة وينازعها شرعيةالحضور المكثف في الضمير الوطني والقومي خاصة وهي تتلبس بأصوات تراثية عريقة في الوجدان العربي‏.‏
    يجيء الجزء الأول من القصيدة علي لسان‏'‏ كليب‏'‏ الأمير المغدور في وصية يخطها بدمه ليبعثها إلي أخيه الأمير سالم أو الزير سالم كما تسميه الأسطورةليحذره من التصالح مع الأعداء الغادرين بدعوي السلام وحقن الدماء مما يجعل الخطاب مباشرا يتقمصه الشاعر والقاريء الطعين بدوره يصب نهيه الصارم علي رأس من يأخذ مبادرة السلام الذي سرعان ما سيكشف أنه مستحيل‏.‏ ولأن حرب البسوس أطول الحروب الدامية الجاهلية فإن شخصياتها الملحمية أصبحت نماذج بطولية في المخيال الشعبي الذي يستفزه الشاعر بتلقائية مذهلة تعززها تمثيلات استعارية فطرية ذات عنفوان دلالي بكر حيث يقول لأخيه وولي دمه‏:-‏
    '‏لاتصالح
    ‏..‏ ولو منحوك الذهب
    أتري حين أفقأ عينيك
    ثم أثبت جوهرتين مكانهما‏..‏
    هل تري
    هي أشياء لا تشتري‏..‏
    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
    حسكما‏-‏فجأة‏-‏بالرجولة
    هذا الحياء الذي يكبت الشوق‏..‏ حين تعانقه‏.‏
    الصمت مبتسمين‏-‏ لتأنيب أمكما
    ‏..‏ وكأنكما ما تزالان طفلين
    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
    أن سيفان سيفك
    صوتان صوتك
    أنك إن مت‏:‏ للبيت رب
    وللطفل أب
    ‏..‏إنها الحرب قد تثقل القلب
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالح ولا تتوخ الهرب‏!'‏


    يفسر أمل دنقل في تعليقات ملحقة بالنص دلالة شخوصه علي أنه جعل من كليب صوت القصيدة رمزا للمجد العربي القتيل أو للأرض السليبة التي تريد أن تعود إلي الحياة مرة أخري ولا سبيل لذلك سوي الدم‏.‏ وهو تأويل يخرجها من دائرة الثأر الضيقة والمتعصبة بالرغم من توظيفه لبعض اشاراته مثل‏'‏ الهامة‏'‏ أو طيف القتيل الذي ينادي بالثأر في ظمأ لا يرتوي سوي بالدم المراق لكن نشدان العدل بعودة الحق السليب وتحرير الأرض من مغتصبيها يضع القصيدة في منطق شعر الحرية في منظور إنساني وقومي رفيع يتذرع بالتقاط عناصر الحنو الأخوي الذي يعز علي البدائل واستثارة كوامن الرجولة في حضرة الأم المعادلة للأرض بما يقدم رؤية نفاذة للمستقبل البناء أكثر تماسكا ومصداقية من منظور من يرضي بسلام جزئي هش مع عدو لا يؤمن بالسلام ويدين بالعنصرية والقهر مما يجعل النص شاهدا علي فاعلية الفن الصادق في توجيه استراتيجية الحياة ذاتها‏

    _________________

    مقتل كليب (الوصايا العشر)

    .. فنظر "كليب" حواليه وتحسَّر، وذرف دمعة وتعبَّر، ورأى عبدًا واقفًا فقال له: أريد منك يا عبد الخير، قبل أن تسلبني، أن تسحبني إلى هذه البلاطة القريبة من هذا الغدير؛ لأكتب وصيتي إلى أخي الأمير سالم الزير، فأوصيه بأولادي وفلذة كبدي..

    فسحبه العبد إلى قرب البلاطة، والرمح غارس في ظهره، والدم يقطر من جنبه.. فغمس "كليب" إصبعه في الدم، وخطَّ على البلاطة وأنشأ يقول ..

    لا تصالح
    ولو منحوك الذهب
    أترى حين أفقأ عينيك
    ثم أثبت جوهرتين مكانهما
    هل ترى ؟
    هي أشياء لا تشترى
    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
    حسكما ..فجأة.. بالرجولة
    هذا الحياء الذي يكبت الشوق ..حين تعانقه
    الصمت..مبتسمين.. لتأنيب أمكما
    وكأنكما
    ما تزالان طفلين
    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
    إن سيفان سيفك
    صوتان صوتك
    إنك إن مت
    للبيت رب
    وللطفل أب
    هل يصير دمى..بين عينيك.. ماءً
    أتنسى ردائي الملطخ
    تلبس ..فوق دمائي.. ثيابا مطرزة بالقصب؟
    إنها الحرب
    قد تثقل القلب
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالح
    ولا تتوخ الهرب

    لا تصالح على الدم .. حتى بدم
    لا تصالح ولو قيل رأس برأس
    أكل الرؤوس سواء؟
    أقلب الغريب كقلب أخيك؟
    أعيناه عينا أخيك؟
    وهل تتساوى يد .. سيفها كان لك
    بيد سيفها أثكلك؟
    سيقولون
    جئناك كي تحقن الدم
    جئناك كن.. يا أمير..الحكم
    سيقولون
    ها نحن أبناء عم
    قل لهم إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
    واغرس السيف في جبهة الصحراء
    إلى أن يجيب..عليك..العدم
    إنني كنت لك
    فارسا
    وأخا
    وأبا
    وملك
    لا تصالح
    ولو حرمتك الرقاد
    صرخات الندامة
    وتذكر... إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن
    الذين تخاصمهم الابتسامة
    إن بنت أخيك اليمامة
    زهرة تتسربل ..في سنوات الصبا
    بثياب الحداد
    كنت إن عدت
    تعدو على درج القصر
    تمسك ساقي عند نزولي
    فأرفعها .. وهي ضاحكة
    فوق ظهر الجواد
    ها هي الآن .. صامتة
    حرمتها يد الغدر
    من كلمات أبيها
    ارتداء الثياب الجديدة
    من أن يكون لها ..ذات يوم..أخ
    من أب يتبسم في عرسها
    وتعود إليه إذا الزوج أغضبها
    وإذا زارها.. يتسابق أحفاده نحو أحضانه
    لينالوا الهدايا
    ويلهوا بلحيته .. وهو مستسلم
    ويشدو العمامة
    لا تصالح
    فما ذنب تلك اليمامة
    لترى العش محترقا.. فجأة
    وهي تجلس فوق الرماد؟

    لا تصالح
    ولو توجوك بتاج الإمارة
    كيف تخطو على جثة ابن أبيك ..؟
    وكيف تصير المليك
    على أوجه البهجة المستعارة؟
    كيف تنظر في يد من صافحوك
    فلا تبصر الدم
    في كل كف؟
    إن سهما أتاني من الخلف
    سوف يجيئك من ألف خلف
    فالدم..الآن..صار وساما وشارة
    لا تصالح
    ولو توجوك بتاج الإمارة
    إن عرشك.. سيف
    وسيفك.. زيف
    إذا لم تزن..بذؤابته..لحظات الشرف
    واستطبت الترف

    لا تصالح
    ولو قال من مال عند الصدام
    ما بنا طاقة لامتشاق الحسام
    عندما يملأ الحق قلبك
    تندلع النار إن تتنفس
    لا تصالح
    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس؟
    كيف تنظر في عيني امرأة
    أنت تعرف انك لا تستطيع حمايتها؟
    كيف تصبح فارسها في الغرام؟
    كيف ترجو غدا .. لوليد ينام
    كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام
    وهو يكبر..بين يديك.. بقلب منكس؟
    لا تصالح
    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
    وارو قلبك بالدم
    وارو التراب المقدس
    وارو أسلافك الراقدين
    إلى أن ترد عليك العظام

    لا تصالح
    ولو ناشدتك القبيلة
    باسم حزن الجليلة
    أن تسوق الدهاء
    وتبدي ..لمن قصدوك.. القبول
    سيقولون
    ها أنت تطلب ثأرا يطول
    فخذ ..الآن .. ما تستطيع
    قليلا من الحق
    في هذه السنوات القليلة
    إنه ليس ثأرك وحدك
    لكنه ثأر جيل فجيل
    وغدا
    سوف يولد من يلبس الدرع كاملة
    يوقد النار شاملة
    يطلب الثأر
    يستولد الحق
    من أضلع المستحيل
    لا تصالح
    ولو قيل إن التصالح حيلة
    إنه الثأر
    تبهت شعلته في الضلوع
    إذا ما توالت عليها الفصول
    ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس
    فوق الجباه الذليلة

    لا تصالح
    ولو حذرتك النجوم
    ورمى لك كهانها بالنبأ
    كنت أغفر لو أنني مت
    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ
    لم أكن غازيا
    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
    أو أحوم وراء النجوم
    لم أمد يدا لثمار الكروم
    أرض بستانهم لم أطأ
    لم يصح قاتلي بي انتبه
    كان يمشي معي
    ثم صافحني
    ثم سار قليلا
    ولكنه في الغصون اختبأ!
    فجأة
    ثقبتني قشعريرة بين ضلعين
    واهتز قلبي..كفقاعة..و انفثأ
    وتحاملت..حتى احتملت على ساعدي
    فرأيت ابن عمي الزنيم
    واقفا يتشفى بوجه لئيم
    لم يكن في يدي حربة
    أو سلاح قديم
    لم يكن غير غيظي الذي يتشكى الظمأ

    لا تصالح
    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة
    النجوم .. لميقاتها
    والطيور.. لأصواتها
    والرمال.. لذراتها
    والقتيل لطفلته الناظرة
    كل شيء تحطم في لحظة عابرة
    الصبا ..بهجة الأهل.. صوت الحصان .. التعرف بالضيف .. همهمة القلب حين يرى برعما في الحديقة يذوي ..الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي.. مراوغة القلب حين يرى طائر الموت
    وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
    كل شيء تحطم في نزوة فاجرة
    والذي اغتالني ليس ربا
    ليقتلني بمشيئته
    ليس أنبل مني ليقتلني بسكينته
    ليس أمهر مني ليقتلني باستدارته الماكرة
    لا تصالح
    فما الصلح إلا معاهدة بين ندين
    في شرف القلب
    لا تنتقص
    والذي اغتالني محض لص
    سرق الأرض من بين عيني
    والصمت يطلق ضحكته الساخرة

    لا تصالح
    ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
    والرجال التي ملأتها الشروخ
    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
    وامتطاء العبيد
    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
    وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
    لا تصالح
    فليس سوى أن تريد
    أنت فارس هذا الزمان الوحيد
    وسواك .. المسوخ
    لا تصالح
    لا تصالح


    أمل دنقل

    s_k_mg
    s_k_mg
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى


    ذكر عدد الرسائل : 3300
    العمر : 55
    البلد : كفر الشيخ (( أم الدنيا ))
    الوظيفة : Math. Teacher
    تاريخ التسجيل : 02/06/2007

    رائعة أمل دنقل لا تصالح Empty رد: رائعة أمل دنقل لا تصالح

    مُساهمة من طرف s_k_mg الإثنين 7 يناير 2008 - 17:20

    رائعة أمل دنقل لا تصالح Dear%20(1)

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 8:55